أحالت النيابة العامة في مصر ملف قضية حادث «فتيات المنوفية» إلى المحكمة، موجهة الإتهام إلى قائد ومالك السيارة الصغيرة.
وذلك عقب انتهاء التحقيقات حول ملابسات الحادث المأساوي الذي شهدته محافظة المنوفية الجمعة الماضية وأسفر عن مصرع 18 فتاة وسائق الحافلة التي كانت تقلهن.
وقع الحادث المأساوي على الطريق الدائري الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية بشمال مصر، عندما اصطدمت سيارة نقل ثقيل بحافلة صغيرة كانت تقل الفتيات أثناء توجههن من قريتهن كفر السنابسة إلى مزارع العنب بدلتا النيل، الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر شمال العاصمة القاهرة
ووجهت النيابة العامة للسائق المتهم عدة اتهامات مثل تعاطي الحشيش والميثامفيتامين المخدرين، وارتكاب جريمتي القتل الخطأ والإصابة الخطأ أثناء قيادته للسيارة عكس اتجاه الطريق العام وبرخصة لا تجيز له قيادتها.
إضافة إلى القيادة تحت تأثير المخدرات وفي حالة تشكل خطورة على المارة، فضلاً عن التسبب في إتلاف الممتلكات العامة ومركبات الغير نتيجة الإهمال الجسيم.
ولم يقتصر الاتهام على السائق وحده، بل امتد ليشمل مالك السيارة الذي سمح له بقيادتها رغم علمه المسبق بعدم امتلاكه لرخصة قيادة سارية تخوله ذلك.
مما أدى بشكل مباشر إلى وقوع الكارثة التي راح ضحيتها 19 مواطناً من بينهم الفتيات وسائق الحافلة الصغيرة، فضلاً عن إصابة ثلاثة آخرين وتلفيات جسيمة لحقت بالممتلكات.
وأكدت النيابة العامة أن نتائج التحقيقات أسفرت عن ثبوت مسؤولية السائق المتهم وحده في وقوع الحادث دون وجود أي عوامل أخرى ساهمت فيه.
موضحة أن السائق تعمد السير في الاتجاه المعاكس للطريق العام متجاوزاً الحاجز الفاصل بين الاتجاهين، وكان وقتها تحت تأثير المواد المخدرة ما أدى إلى وقوع التصادم المروع.
كانت بعض وسائل الإعلام قد تداولت تصريحات منسوبة للسائق المتهم، زعم خلالها أن الحادث نتج عن اختلال عجلة القيادة بيده بسبب وجود قطع غير مستوية بالأرض نتيجة أعمال الإصلاحات الجارية بالطريق، وهي المزاعم التي لم تجد لها النيابة أي سند في تحقيقاتها.
وأثار الحادث حالة من الغضب الشعبي العارم في أوساط المواطنين، مع تصاعد المطالب بمحاسبة كافة المتسببين في الكارثة، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية لتعزيز الرقابة على الطرق السريعة وخاصة الطريق الدائري الإقليمي.
حيث شددت الحكومة المصرية الرقابة على الطريق محل الحادث من خلال زيادة عدد كاميرات المراقبة والرادارات لضبط المخالفين للسرعات المقررة.
علاوة على إعلان تنفيذ حملات مفاجئة لتحليل عشوائي للمواد المخدرة بين سائقي الشاحنات والحافلات، بما يضمن منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
وفي ذات السياق، تم تعزيز أعمال الحواجز الخرسانية للفصل بين الاتجاهين بالطريق، إلى جانب تسريع وتيرة أعمال الإصلاحات الجارية لضمان سلامة مستخدمي الطريق.
حرص محافظ المنوفية على تقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، وعلى رأسهم والد سائق الحافلة الصغيرة الذي لقي مصرعه أثناء تأدية عمله في الحادث، مؤكداً وقوف المحافظة إلى جانب أسر الضحايا في محنتهم.
رصد: المدار نيوز
قناتنا في الواتساب من هنا
* لمتابعة آخر الأخبار إنضم لنا في الواتساب من هنا