كردفان لن تتمرد، بل تريد حماية!

 

انتشرت في وسائط التواصل الاجتماعي مؤخراً منشورات تتعلق بكردفان الكبرى وشمالها على وجه الخصوص! ومن تلك المنشورات ما سمي زوراً "بالبيان التأسيسي الرسمي لدرع كردفان المسلح" وهذا كلام مدسوس على أبناء هذه الولاية أريد به تسعير فتنة جهوية تقضي على الأخضر واليابس في حال تكوين مثل هذا الجسم الذي يشي بالتمرد على الدولة، وهذا ما تأباه نفوس أهل كردفان ما عدا المارق المتمرد عبد العزيز الحلو وزمرته من شذاذ الآفاق وقاطعي الطرق، وهم لا يمثلون حتى الشرفاء من أبناء جبال النوبة وجنوب كردفان ناهيك عن كردفان الكبرى كلها! 

وهذا البيان يلوك ويجتر نفس العبارات المموجة التي يرددها أصحاب الأغراض والهوى من المنتمين لتيارات أيدولوجية عفى عليها الدهر ولفظتها المجتمعات حتى في موسكو نفسها، ويتحدث بها أنصار بعض الأحزاب البالية والعميلة التي كتبت على نفسها الفناء بمساندتها للمليشيا المتمردة لدرجة الاندماج الكامل معها؛ ولذلك صارت منبوذة لدى أهل كردفان الذين ذاقوا الأمرين على يد قوات المليشيا في شمال وغرب وجنوب كردفان على حد سواء. 

نحن في كردفان من حقنا أن نطالب السلطات الحكومية بتوفير الخدمات الأساسية لمناطقنا مثل التعليم والصحة ومياه الشرب والطرق، وفوق هذا وذاك نطالب بالقدر الكافي من الحماية حيث نتعرض الآن لهجمات شرسة ومتكررة من قبل أوباش الدعم السريع وبمعاونة الساقطين من أبناء المنطقة الذين رضوا بأن يكونوا مع المليشيا والمرتزقة والمجرمين وسفاكي دماء الأبرياء والعزل من النساء والأطفال وكبار السن والعجزة بلا رحمة أو إنسانية. 

وأود التأكيد على أن كردفان قد قدمت أرتالاً من الشهداء والضحايا في سبيل معركة الكرامة وهي لا تزال تقف مع القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها في خندق واحد حتى القضاء المبرم على عناصر التمرد والمرتزقة وإخراجهم صاغرين من التراب السوداني؛ ولذلك لن نتمرد ضد الدولة، ولن نشجع أية دعوة من هذا القبيل، بل نسعى لسلامة الوطن وحدة ترابه. وليعلم الجميع من مروجي الإشاعات أن مثل هذه البيانات لا ينطلي على أهل كردفان فهم أهل حصافة ومواقفهم تجاه الوطن مشهودة، لا يجهلها إلا مكابر وجاحد.

من جانب اطلعت على منشور لمنظمة اليونيسيف ينص كما يلي: " قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان رسمي صدر الأربعاء حصلت منصة "الرأي السوداني" على نسخة منه، إن ما حدث في محيط مدينة بارا "تجاهل تام للحياة البشرية"، مؤكدة أن من بين القتلى 24 فتاً و11 فتاة وامرأتين حاملتين، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع النزاع. وأعربت عن قلق المنظمة من ارتفاع عدد الضحايا الأطفال، مع ورود تقارير عن عشرات الجرحى والمفقودين".

ونحن بدورنا نثمن هذا الموقف لهذه المنظمة الدولية المحترمة ونشكرها على هذه المواساة الطيبة لأهلنا في محلية بارا في وقت تقاعس فيه المسؤولون من بني ولايتنا عن مثل هذه المواساة التي تطيب الخواطر، ونطالب الجهات المسؤولة من عسكريين ومدنيين بسرعة تخليص الأهالي من همجية ووحشية المليشيا المعتدية التي قتلت الناس وأخرجتهم من ديارهم وأوقفت أعمالهم من زراعة ورعي وتجارة، وشردت الطلاب من مقاعد الدراسة وخلاوي القرآن، وحرمت إنسان المنطقة من نعمة الاستقرار في داره. 

ونذكر الجميع بأن سجل التاريخ يسطر كل صغيرة وكبيرة وعلى كل جهة وشخص مسؤول تحمل كامل المسؤولية القانونية والدستورية والأخلاقية تجاه لمواطنين، وعند الله تجتمع الخصوم.

بقلم/ محمد التجاني عمر قش

تعليقات